اللجلجة عند الطفل

والظاهرة الأكثر شيوعاً في اضطراب الكلام عند الأطفال هي اللجلجة وإن كانت منتشرة أيضاً لدى بعض الكبار من الناس كذلك. واللجلجة إذا ما نظرنا إلى الأسباب الكامنة خلقها فسوف نجد أسباباً كثيرة ومعقدة ولا شك، إلا أنه يمكن الجزم ومن خلال الممارسة الطبية النفسية أن أسباب اللجلجة عامل أو عوامل نفسية أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر بعض منها :

  • القلق النفسي عند الطفل وعدم شعور الطفل بالأمان والطمأنينة منذ الطفولة المبكرة، ويمكن ملاحظة ملامح القلق لدى الطفل المصاب باللجلجة عند تحدثه ومدى توتره وحيرته واضطرابه وتردده واحمرار وجهه. وعندما تبدأ ملامح اللجلجة لدى الطفل أثناء تحدثه فإنه يصاب بالارتباك والحيرة ويزداد تلكؤه وإنحباس الكلمات لديه .
    وكذلك يمكن ملاحظة اللجلجة لدى الطفل عندما يواجه موقفاً صعباً أو يقف يتكلم في الصف المدرسي أو مع جماعة من الأطفال أو الكبار والغرباء عليه. وعندما تتكرر ظاهرة اللجلجة عند الطفل فإنه يزداد قلقاً ويبدأ في الانسحابمن
    من الاختلاط بالأطفال ويرفض الاجابة بالصف الدراسي وسط زملائه. وبعد ذلك يرفض الذهاب للمدرسة خوفاً وقلقاً على نفسه أمام زملائه، وعندما تتطور ظاهرة اضطراب الكلام أكل اللجلجة) عند الطفل فإنه يفقد الثقة بنفسه ويشعر بالنقص، وعدم القدرة والنكافؤ أقرانه مع الأطفال أو الصبية (صبيان) لذا يمكن ملاحظة الطفل وهو متردد غير مطمئن وتزداد عنده المخاوف من حالته مما يولد لديه حالة توتر وانفعال قويتان وهذان العاملان التوتر والانفعال يخلقان لدى الطفل حالة من الشعور بالألم النفسي كلما واجه موقفاً في حياته اليومية (١) . إلا أن الطفل لا تظهر عليه إمارات اللجلجة إذا ما وقع في موقف غير مثير وشعر بالطمأنينة وعدم الألم، والسبب أن الطفل لا يصاب باللجلجة في الكلام في المواقف الهادئة وغير المحفزة والمقلقة، فهو يشعر بأمان وبعدم التحدي ولا يقف أمام من يهابهم ويخافهم وإذا كان قد سبق الشرح إلى أن الأسباب الكامنة وراء ظاهرة اضطراب الكلام عند الطفل كثيرة ومعقدة فإنه يمكن ذكر بعض منها على سبيل المثال لا أسباب مستقاة من فحص وعلاج الكثير من حالات مرض الكلام
    الحصر. وهي عند الأطفال (اللجلجة) :

  • (r)
    إفراط الأبوين ومغالاتهما في تدليل الطفل.
  • محاباة الطفل وتدليله مما يثير حفيظة إخوانه عليه . أنعدام الحنان لدى الطفل من إحدى أبويه أو كلاهما .
  • وجود مشاكل وشقاق يومي داخل أسرة الطفل بين أبويه وبشكل مستمر. اختلاف التوجيه التربوي للطفل من كل من أمه وأبيه .
    وجود صعوبات في دراسة الطفل وفي محيطه المدرسي كون الطفل يكتب باليد اليسرى ويصر الأهل على جعله يكتب باليد اليمني وهو غير قادر. – تعرض الطفل لحادث نفسي مؤلم يهز كيانه ويفقده توازنه .أن يكون الطفل مصاباً بمرض عضوي كالتنفس من الفم مثلاً. – غلاظة اللسان عند الطفل مما يجعله غير قادر على النطق السليم. وجود مرض أو اضطراب في الجهاز التنفسي عند الطفل. وجود زوائد لحمية في أنف الطفل.
    وجود خلل عضوي في الحبال الصوتية عند الطفل .
    وجود فجوة في سقف الفلك الأعلى من الداخل عند الطفل.
    وجود تشوه خلقي في شفته العليا (أشرم) (1) . وهناك ظاهرة أخرى من مظاهر اضطراب الكلام عند الأطفال وإن كانت أقل
    شيوعاً ألا
    وهي العجز عن الكلام أو عدم مقدرة الطفل النطق بأي كلمة. وتكون حالة العجز ناتجة عن توتر في العضلات الصوتية وكذلك تجميدها. والطفل أو الشخص المصاب بحالة العجز يلاحظ عليه أثناء محاولته الكلام يبذل جهد كبير لكي ينطق بكلمة. وإذا ما نطق بالكلمة التي كان يجهد نفسه في نطقها فإنه بعد نطقها يعود إلى نفس الحالة التوترية من جديد.
    وحالات العجز في الأغلب تأتي تطوراً لحالة اللجلجة عند الطفل وأسبابها نفسية كاللجلجة والطفل المصاب بحالة العجز مثلاً يمكن مشاهدة ملامحه كالتالي عندما يصب عليه نطق الكلمات بعد أن يشغل الطفل في النطق بالكلمة يبدأ عليه ملامح اضطراب وانفعال واضح، ثم يعقبها حالة من التوتر والتشنج والضغط على شفتيه وتحريك أطرافه العليا وبالذات اليدين وكذلك رفس وركل الأرض وعدم الاستقرار في الوقوف والميل والحركة نحو الشمال أو اليمين، أو تمرین رموش عينه وجفنيه، أو بروز حالة التشنج الهستيري.
    وهذه الملامح التي سيطرت عند المريض باضطراب الكلام وبالذات حالة العجز، إنما تصدر من المريض كونه يحاول التخلص من ما يعانيه ويحاول اللجوء الى ما ذكر أعلاه لعلّ وعسى أن تساعد هذه الحركات على التخلص من معاناته وتمكنه من الكلام وتخلصه من حالات التوتر والقلق النفسي الذي لديه والذي لا يساعد على إخراج ونطق الكلام وإذا كان سبق الذكر أن الأسباب الكافية وراء اضطراب الكلام أسباب نفسية (مرض) اللجلجة) فإنه ما يتحتم على

منه، ومن
الآباء والمعلمين هو أن يعملوا على تخليص الطفل من القلق النفسي الذي يعاني أن يخلق لدى الطفل الثقة بالنفس والطمأنينة وخلق جو إنساني مشبع بالحب والوئام والصداقة والبعد عن الدرب والزجر والعقاب والتخويف وكذلك ابعاد الطفل عن المشاجرة وخلق لديه روح الجماعة والتعاون .
وإذا كان هذا مهم بالنسبة للجانب النفسي الشخصي للطفل أو الأسرة أو البيئة، فإنه لا بد من أن يتأكد كل من الآباء والمعلمين من أن الطفل غير مصاب بأي مرض عضوي من الأمراض التي سبق ذكرها والتي يمكنها أن تؤدي إلى حالة اللجلجة لدى الطفل . إن الطبيب أو الأب أو الأم أو المعلم لم يتمكن من مساعدة الطفل على التخلص من ظاهرة اللجلجة في الكلام ما رة اللجلجة في الكلام ما لم يقفوا على حقيقة معاناة الطفل ومعرفة السبب أو الأسباب التي ولدت لديه ظاهرة اللجلجة، وكذلك العمل على معالجتها على أسس علمية سليمة .
هناك ظاهرة سلوكية من قبل الآباء أو المدرسين وهي جعلهم للطفل أن ينطق بحروف غير قادر على نطقها أو كلمات وذلك لصغر سنه . وكذلك على الآباء والمعلمين والتربويين عدم السخرية من الطفل الذي يعاني من اللجلجة وكذلك أبناء الحي وفي المدرسة.
.
إن علم النفس التربوي يؤكد على أنه لا بد من احترام الطفل والإصغاء إليه أثناء حديثه بكل اهتمام وتركيز وعناية ومحبة لأن مثل هذا الأسلوب يخلق الثقة بالنفس عند الطفل على قدرته على التعبير عن ذاته، الأمر الذي يزيد من شعور الطفل بالثقة بالنفس والأمان والطمأنينة (١) .
وعلى الآباء والمربين تشجيع الطفل على الحديث والتعبير كلما أراد وعدم زجره وتأنيبه وتحقيره وتقريعه والتقليل من ما يقوله والاستخفاف به كما لا يجوز مقاطعة الطفل أثناء حديثه، وهكذا نخلص إلى القول بأن مشكلة اضطراب الكلام عند الطفل تقع على عاتق الآباء والمعلمين والمربين والمعالجين والمجتمع. وأخيراً لا بد من القول أن التآزر بين العلاج النفسي والعلاج الكلامي قد يحقق
غرضاً شاملاً يستهدف مبدئين رئيسين :هما بث روح الاستقرار في نفس المتلجلج ثم تهذيب كلامه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.