اليوم نتحدث عن موضوع التغذية عند الطفلالإفراط في الأكل أو الشهية الزائدة:
الإفراط في تناول الغذاء من قبل الطفل قد يكون ناتجاً عن إذعان من الطفل الرغبات والديه اللذان يريدانه أن يأكل أكثر لكي يكبر بسرعة ويبقى كذلك. وفي الوقت نفسه فإن تناول الغذاء وتذوقه هو شيء يقوم به الطفل الرضيع أثر ولادته، وليس الغذاء مجرد تناول للمواد الغذائية ووضعها في الفم لكي تمضغ
وتبلع وإنما هو نوع من ممارسة اللذة التذوقية ولكن موضوع التلذذ والتذوق ليس كل شيء، فعن طريق التغذية نتمكن من البقاء والنمو والتطور، إلا أن الشغف بالغذاء وتناوله بنهم وإفاضة، قد يرجع لأسباب نفسية دماغية، فبعض الأطفال إذا ما واجه حالة إحباط، أو قلق نفسي وخوف أو إكتئاب، فإنه لا يقوى على مواجهة الموقف بل يتحول شعوره بالعجز والاحباط إلى تناول الغذاء بشراهة ونهم كنوع من التعويض النفسي لحالتي الاكتئاب والاحباط وكنوع من التفريغ لحالة القلق والخوف والاضطراب التي يعاني منها الطفل.
إنخفاض الشهية عند الطفل أو رفض الطفل لتناول الغذاء:
إن إقناع الطفل لتناول غذائه (أي الغذاء والكمية المفترض أن يتناولها حسب تقديرات الأم وهي من الأهمية بمكان في مرحلة الرضاعة ومرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية والطفل الذي يمتنع عن تناول غذائه يمارس نوع من تحدي القلق کرد فعل لموقف أمه التي تحاول جاهدة إطعامه بشتى الوسائل وبشكل روتيني وقاسي في كل وجبة يتناولها تكون قد أعدتها له، وقد يكون إمتناع الرضيع عن الغذاء راجع لكون الرضيع أو الطفل تعرض لحرمان عاطفي شديد كابتعاد الأم عن رضيعها مما يولد لدى الطفل نوع من الاضطراب العاطفي والشعور بالاكتئاب المبكر لكونه حرم من أمه وحنانها ودفئها.
وقد يحدث إمتناع الطفل عن تناول غذائه لكونه تعرض لحالة رد فعل إكتتابي أو إحباطي أولاً من جراء إفتراق والديه أو من جراء فقدانه لأمه أو لوالديه معاً. وعلاج رفض الطفل أو الرضيع لتناول الغذاء. يتم عبر معرفة الحالة أولاً سبب ومحاولة تسويتها إن أمكن، ثم لا بد من جعل الطفل بتناول غذائه بطريقة مشوقة ومحببة لديه وإشعاره بالحب والعطف والحنان أثناء التغذية وترغيب الوجبة العذائية له، ومعرفة الغذاء الذي يفضله الطفل أو الرضيع، بالإضافة إلى جعل بيئة الطفل مليئة بالحنان والمودة والتفاهم لكي يشعر بالطمأنينة والسكينة وتجنبه القلق والخوف والإجبار على تناول الغذاء ولا بد من مراعاة نظافة الطفل وتغطيته وتبوله وتبديل ملابسه بعد غسله وتنشيط جسمه عبر التدليك والتمرين الجسدي واللعب معه بحنان وعاطفة وحنية وبإيجاز إن اضطرابات الغذاء عند الطفل تعزى إلى أسباب حيوية كاضطراب البيئة والتكوين وأسباب نفسية (إنفعالي
عام وحرمان عاطفي والخوف من التسمم ثم أسباب بيئية كالطعام الخاطيء واضطراب العلاقة بين الأم والطفل (۱) .
تجويع الجسد بعدم تناول الغداء:
هذا النوع من مرض العصاب يحدث لدى المراهقين والفتيات المراهقات أكثر من الصبيان، إلا أنه يحدث لدى الأطفال أيضاً، وإن كانت نسبته أقل، ومن الأهمية بمكان التنويه إلى بعض الأخطاء التشخيصية التي قد تصدر من طبيب الأمراض الباطنية أو طبيب أمراض الطفولة بأن تشخيص حالة الطفل المصاب بمرض تجويع الجسد عن طريق رفض تناوله الغذاء بأن الحالة هي مرض سوء التغذية الشديد عند الطفل، متناسياً أو متجاهلاً أن الحالة هي من النوع المرضي النفسي المعروف بـ ANAREXIA NEVROSA مرض تجويع الذات ينتج عن وجود اضطراب وجداني ( عاطفي) حاد عند الطفل ومن أن هذا الاضطراب هو نوع من الوسواس القهري الملزم ، وأيضاً مؤشر تشخيص من أن المصاب به قد تعرض لمعاناة مرضية فصامية مبكرة، وقد توجد نفس الحالة المرضية عند المرضى المصابين بالاكتئاب (الهمود) المرضي وكذلك يعتبر أحد ملامح مرض الهستيريا عند البعض الآخر من الأطفال. ولما كان هذا المرض أكثر شيوعاً في مرحلة المراهقة ١٢ – ١٦ سنة، وعلاج هذه الحالات لا بد من التنسيق فيما بين طبيب أمراض الأطفال وطبيب الأمراض العقلية والنفسية وفي نفس الوقت فإن الطفل يحتاج إلى المزيد من الحنان والدفء وعطف أمه ولا بد من علاج الطفل وإقناع والديه وتبصيرهم بها ولفت نظرهم وتوجيههم لكيفية التعامل مع الطفل المصاب بمرض تجويع الجسد الامتناع عن الأكل).