يختبر الإنسان مجموعة من المراحل النفسية خلال حياته، بدءاً من الولادة، مروراً بالطفولة، فالبلوغ، فالمراهقة، وإن كان النمو النفسي لا يتوقف لدى مرحلة عمرية
معينة، بخلاف النمو الجسدي، نحاول في هذا المقال أن نرصد مراحل النمو النفسي عند الإنسان وعلاقة النمو النفسي بالنمو الجسدي، وأهمية مرحلة الطفولة في النمو
النفسي السليم، وكيفية تصحيح أخطاء النمو النفسي.
يبدأ النمو النفسي لدى الطفل منذ شهوره الأولى، من خلال نمو الحس الإدراكي لديه، والحس التفاعلي كذلك، مع الأصوات والأشكال والملمس ومعرفة من حوله، وبدء فصل
ذاته عن العالم من حوله، وفصل ذاته عن الأم أو من تقوم مقامها.
ويتضمّن النمو النفسي لدى الإنسان مراحل مفصلية عدة أهمها تشكّل الهوية الجنسية والدينية والاجتماعية عموماً، وتنمية إحساسات وإدراكات عدة لديه، من قبيل الإحساس
بالثقة، والإحساس بالأمان، والإحساس بالرضا أو السخط، وكيفية التعبير عن كل إحساس وكل انفعال بطريقة متوازنة أو غير متوازنة
كما يُشكّل المرء خلال مراحل نموه النفسي التوجّهات والرؤى وردّات الفعل التي تحكم تعامله مع العالم الخارجي من حوله، بالإضافة لكون الاعتلالات النفسية تبدأ
وتختمر وقد تظهر خلال المراحل الأولى من النمو النفسي، أو في مراحل عمرية لاحقة
كانت خبيرة تربية الطفل في حِلّوها قد أجابت إحدى المتابعات عن سؤال حول طفلها الذي تشكو من قلة تفاعله، قائلة لها إن الفترة الممتدة منذ ولادة الطفل حتى عامه
الثاني هي المرحلة الحسية الحركية، أي تلك التي يبدأ فيها الطفل بتنمية الحواس والقدرات الإدراكية والحركية. (
وتتنوّع مراحل النمو النفسي لدى الإنسان كالتالي، وجلّها مرتبط بالطفولة
مرحلة الشعور بالقدرة على القيام بمتطلباته بمفرده، وإن كان هذا برعاية الوالدين وإشرافهما.
مرحلة الشعور بالاستقلالية التي تؤهله للتحكم في جسده وقدراته العضلية بمفرده، وحريته في القيام بنشاط ما.
مرحلة الاستجابة للعالم الخارجي من حوله، وإن كان هذا على نطاق مبسط يتمثل في التعامل الاجتماعي مع الآخرين في محيط اللعب والتعلّم.
مرحلة المثابرة والجدّ، وترتبط هذه المرحلة بالفترة المدرسية في حياة الطفل.
مرحلة إدراك الهوية التي ينتمي إليها هذا الطفل، وهنا تظهر الهوية الثقافية والحضارية للطفل بشكل ملموس، فيما الهوية الجنسية والدينية تسبق هذه المرحلة.
مرحلة الحاجة لوجود شريك وتتمثل في مرحلة المودة التي تتوّج بالزواج في حياة المرء أو رغبته بوجود شريك لديه.
مرحلة الإنتاجية، التي ترتبط بالفترة التي تزدهر فيها إنتاجية المرء في المناحي المادية والاقتصادية.
مرحلة التكامل أو ثمة من يطلق عليها مرحلة تكامل الأنا، وهي مرتبطة
بالنمو النفسي
لدى المرء في مراحل متقدمة جداً من عمره، بعد أن ينهي البنود السابقة من زواج وإنتاجية مالية ووظيفية وما إلى ذلك من مراحل، وفيها يكون بدور المدقّق والمراجِع
لمسيرته الحياتية.