مشكلة السمنة عند الاطفال

نتحدث اليوم عن! السمنة:
أنه
السمنة عند الطفل من الموضوعات التي لا بد من إعطائها أهمية من طبيب الأمراض النفسية والعصبية وذلك أن الطفل الذي يعاني من السمنة ليس طفلاً سليماً بالمعنى الطبي، وإن كان الكثير من الأمهات والآباء يفضلون أن يروا طفلهم سميناً، إعتقاداً منهم أن الطفل السمين هو طفل معافى وخال من الأمراض، وفي نفس الوقت لا أن ينظر لحالة السمنة عند الطفل من يجب سبب إصابة الطفل في الغدد الصم كالغدة الدرقية أو ما تحت الدرقية أو الغدة الصنبورية، لأن الكثير من الحالات التي تأتي إلينا بعد فحصها لم نجدها تعاني من أمراض الغدد الصم إلا الجزء اليسير منها . وفي نفس الوقت لا يجب أن ينظر إليها للطفل المصاب بمرض السمنة من زاوية أنه يأكل كثيراً ومن أنه يخزن الكثير من الطاقة في جسمه ولا يصرفها، أو أن هذا الموضوع بهذا الطرح قد يكون حقاً كما هو، ألا أن الموضوع الذي لا بد من فهمه وهو الوقت لا بد من الإدراك من أن الطفل يمكن فهمه على ضوء بيئته وأسرته والمفاهيم التي حوله، وإذا ما أمعن النظر حول بيئة الطفل فإنه سوف يلاحظ بعض أسر الأطفال الذين يعانون من السمنة، ترى أن أخذ الغذاء بكميات كثيرة ووفيرة هو سلوك عائلي محبب ورمز الصحة والعافية لديهم .
إلا أننا خلال تعاملنا الأطفال المصابين بمرض السمنة وجدنا أنه من مع
يوجد صراع في أسر الأطفال بين أبوي الطفل أي أن الأم لها سلطة أقوى من سلطة الأب، داخل المنزل، ناهيك عن أن البعض الآخر من الأطفال يشعرون أنهم غير مرغوب فيهم في منازلهم من قبل أهلهم ومن أن تناولهم للغذاء بشكل مفرط يعوضهم عن القلق والتمزق العاطفي الذي يشعرون به، ناهيك أن مثل هذا الشعور عند الطفل يجعله يشعر بعدم الأمان، وهذا الوضع يجعل الطفل منزوياً وميالاً للخجل والانطواء، والطفل الذي يعاني من هذه الحالة المحيطة، عندما يتعرض لموقف معين فإنه يعود مسرعاً إلى دوره ويبدأ في الأكل كنوع من فشله أو خوفه أو كتأمين لحالة القلق التي إنتابته على أثر تعرضه الموضوع معين ومن كون الأكل يشعره بالطمأنينة والسكينة واللذة والأمان أيضاً. وسيلاحظ الآباء والمربين من أن الأطفال المصابون بالسمنة في الغالب ما يكونون إنزوائيين وغير مبالين للإختلاط بزملائهم ولا يحبون اللعب السريع
وما لا بد من لفت الإنتباه إليه من أنه إذا كانت حالة السمنة من جراء تعرض الطفل لحالة نفسية أو من أن السمنة نوع من الواقع الاجتماعي والمعيشي، أو من أن حالة السمنة ناتجة عن وضع وراثي في أسرة الطفل. السمنة وإن كان موضوع من الموضوعات المتشعبة في أسبابها، فإنه لا بد من القول أن السمنة يمكن أن تكون مرتبطة بعوامل عدة كالوراثة والخلل التمثيلي عند الطفل أو عند والديه، أو من جراء وجود خلل في الوظائف الطبيعية أو من جراء عوامل اجتماعية أو حالة عصبية أو نفسية.
ولذا فإن فهم وتشخيص وعلاج حالة السمنة عند الطفل بحاجة إلى دراسة متعمقة عن الطفل من كل جوانبها ويفضل أن يعرض الطفل على إختصاصي أطفال أولاً ثم على إختصاصي أمراض نفسية بعد ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.