نعم ابنك يحتاج لجدول يومي 3 Point وأنت أيضا
وقد قررت أن أتحدث إليك عن موضوع الجدول اليومي تحديدا لأنه يرد على العديد من الاستفسارات والشكاوى التي لا يتنبه البعض أنها في الأصل مشكلة إدارة وقت. كل ما أنصحك به أنه من المفيد جدا جدا أن تعرف ويعرف ابنك ماذا عليه القيام به ومتى خلال يومه ولا أبسط من ذلك.
وإليك أسبابي التي عايشتها أو عاينتها في بعض ما يعانيه الناس:
- إن لم تقم بوضع جدول ففي الغالب يقترن هذا بعدم تحديد ما عليه أن يفعله في اليوم أصلا وحينها لا يوجد بينكم أي اتفاق للاحتكام إليه.
- سيساعدك الجدول على الاتفاق حول ما هو ضروري تنفيذه وتوحيد الرؤية بينكما حول الأولويات. سيكون لهذا أثر إيجابي على تعاون الأطفال وإحساسهم بامتلاك زمام الأمور في حياتهم.
- ستفاجأ حينما تحاول وضع جدول معه أن الوقت المتاح خلال اليوم لديه أقصر بكثير مما تتطلبه النشاطات والمهام المختلفة ولربما كان هذا على العكس مما تشعر به حاليا.
- وضع الجدول سيوفر لكم العقد الذي يمكنكم الرجوع إليه كشكل من أشكال قياس الأداء وربطه بالثواب والعقاب.
- بدون عمل الجدول ستباغت دوما بسؤال “ماذا أفعل الآن؟” .. “هل ممكن أن أشاهد التلفاز؟” .. “هل ممكن أن ألعب على الجوال؟” وغالبا أنت لم تضع لنفسك وله قواعد حول التوقيتات حتى ولو كنت قد وضعت القواعد فربما لا تقوم بالمتابعة وتحديد الأوقات وتثبيتها يريح كل منكما.
- تحديد الأوقات لن يساعد فقط على تقنين الأشياء في نقطة 4 ولكن أيضا سيبقيك في مأمن عن الاستهداف بهذه الأسئلة مما يعينك على التركيز فيما عليك من مهام.
- سيمكنك وضع جدول طفلك من وضع جدولك الشخصي بارتياح حيث ستقوم بالموائمة بين الجدولين للتأكد من أنك لست مطلوبا في مهام أخرى بالتعارض مع جدولك (أحرص كمحمود على هذا منذ 3 سنوات وله أثر جيد في الالتزام على مستوى الأسرة مع ضرورة عدم نسيان موائمة الجدول مع جدول الزوجة أو الزوج لنفس السبب)
- سيكون لديك القدرة على سؤاله “ماذا لديك في الجدول الآن” إذا رأيته منشغلا بما تظن أن عليه ألا ينشغل به في هذا الوقت. كما سيعلمه الاعتماد على النفس وضبط النفس انتظارا لما يحب من المهام.
- حينما تقوم بوضع الجدول ستكتشف أن هناك مهام ترتبط بعمل بعض الاشتراكات أو شراء بعض المتطلبات حتى يقوم ابنك بالاستفادة من هذه الأشياء في المهام التي تم الاتفاق عليها. في حالة عدم وجود جدول لن تقوم بأي من هذه التجهيزات، وعندها فإنك ستستسلم دوما لخيار مشاهدة الكارتون أو اللعب على الجوال أو الجهاز اللوحي ببساطة لأنك لست مستعدا بالخيارات الأخرى.
- إن لم تقم بوضع جدول فلن تقوم بتحديد ما على الطفل فعله أو دراسته أو التدرب عليه. وبالتالي ستعاني من حالة الشلل والعجز التي تنتابك من كثرة ما ترى يوميا من المبادرات والأنشطة والبرامج التي تشارك يوميا أو يقوم بها الأصدقاء فليس لديك أي معيار للحكم إن كان هذا ما أريده أم لا. العكس تماما سيحدث متى قررت وضع الجدول.
- جميع الناجحين في حياتهم يعرفون ما الذي يريدون تحقيقه وكيف سيقومون بتحقيقه وما الذي عليهم فعله اليوم تحديدا لتحقيق ما يسعون إليه. وجميعهم حريصون على أوقاتهم ويديرونها كأفضل ما يدير أبخل البخلاء ثروته، وليس في هذا استثناء. وهذا أقل ما تدرب ابنك عليه.
- اليوم هو محل العمل وليس محل التخطيط. فالخطة يتم وضعها لفترة طويلة ثم يصبح عليك في كل يوم أن تنفذ ما تم التخطيط له والتخطيط فقط للمهام الجزئية والتفصيلية، وبدون وجود جدول واضح ستضطر للتخطيط في كل يوم وفي الغالب ما ستنجزه حينها هو التخطيط وفقط، إن تم.
- من أهم عادات الناجحين وجود نظام ثابت في حياتهم يتم فيه تثبيت بعض الأجزاء وهو أمر يتطلب بعض الوقت في بناءه والمحافظة عليه فابدأ مع ابنك من الآن. وجود النظام الثابت في هذه المرحلة العمرية يزيد من إحساس الطفل بالأمن.
- وضع الجدول سيعيدك لبعض الأسئلة الأساسية في الحياة حول أولويات المرحلة العمرية ومحاولة الوصول للصورة الأمثل ليوم الطفل دون قتل طفولته.
- أن يعرف وتعرف ما عليه القيام به، يجعل لكم دوما أصلا تعودون إليه حتى مع الحياد عنه. كما أن تحقيقكم للمفضول في حياته أولى من عدم تحقيق أي شيء.
- محمودعبدالرحمن