تعرف على نوبات الهلع وكيفيه التعامل معها

الهلع

نوبة الهلع تأتي في أي وقت وبشكل مفاجئ ولايشترط أن يكون الإنسان متوترا بل قد تأتي والإنسان سعيد أو هادئ أو يغط في نوم عميق أو وهو يمارس الحب !!!

أعراضها تأتي مشابهة لأعراض الجلطة أو الاختناق حتى أن كثيرا من المرضى يصفونها بأنهم واجهوا الموت وتلوا الشهادة ثم عادوا للحياة بعد انتهاء النوبة..

لكن في الحقيقة نوبة الهلع تختلف عن الجلطة أو الاختناق بأن القلب سليم والرئتان سليمتان!!

سبب هذه الحالة يكمن في اللوزة!!

منطقة صغيرة في الدماغ بحجم اللوزة وتسمى اللوزة الدماغية”Amygdala “..

تلك اللوزة هي بمثابة جرس إنذار الحريق عند الإنسان وهي المسؤلة عن تنبيه الإنسان حين يواجه خطرا يهدد حياته فتقوم بإعطاء الأوامر فورا للقلب أن يبدأ بالعمل بسرعة لضخ الوقود(الدم) في العضلات ليسارع الإنسان بالهرب وفي نفس الوقت بأمر مركز التنفس في جذع الدماغ بالإسراع في التنفس للحصول على أكبر قدر من الأكسجين اللازم لاحتراق الوقود وإمداد العضلات بالطاقة اللازمة للجري أو للقتال وبذلك تكون العضلات مستنفرة مشدودة..

هكذا تعمل اللوزة عندما يواجه الإنسان أسدا مفترسا أو رجلا يحاول الاعتداء عليه وهي المسؤولة عن القوة التي تأتي للإنسان في الجري أو القتال حين يكون مستنفرا ولربما لن يستطيع الجري بتلك السرعة في حالته الطبيعية…

تخيل أنك قمت بإشعال سيجارة في غرفة تحوي جهاز إنذار الحريق!!!

سيقوم جهاز الإنذار باستشعار دخان السيجارة على أنه دخان حريق وسيرسل تنبيها خاطئا !!

في نوبات الهلع ونتيجة لاختلال المواد الكيميائية في الجهاز العصبي تقوم اللوزة بالعمل تلقائيا دون وجود أي خطر مما ينتج عنه إنذار كاذب وشعور مشابه لدى الشخص بشعور مواجهة أسد مفترس ومن ثم الخوف من الموت المحتم..

هناك مادتان هما المسؤولتان عن حالة التوازن في اللوزة..

المادة المحفزة للوزة وهي (النور أدرينالين) الذي نشعر بانطلاقها في جسدنا عند التحمس أو الخوف أو الغضب أو ممارسة الرياضة وهي التي تشحن عضلاتنا بالقوة والنشاط..

أما المادة الأخرى المسؤولة عن تثبيط اللوزة أو الحفاظ عليها في حالة الهدوء هي السيروتونين..

وهذا التوازن يختل عند بعض البشر إما بزيادة في إفراز النور أدرينالين المحفز أو بنقص في السيروتونين المهدئ مما ينتج عنه إنطلاق جرس اللوزة كتنبيه كاذب رغم أنه لايوجد خطر حقيقي..

أما استغرابك لاعتبار نوبات الهلع من ضمن الاضطرابات النفسية فذلك عائد لنقص في مفهوم الاضطرابات النفسية..

الاضطراب النفسي ليس شيئا وهميا أو معنويا أو روحيا..

الاضطراب النفسي هو في حقيقته عضوي تماما مثل اضطراب الغدة الدرقية لكن الاختلال يحدث في المواد الكيميائية في الجهاز العصبي ولذلك فالأدوية النفسية تسمى في بعض المراجع بالأدوية العصبية والطب النفسي كان سابقا ضمن طب الأعصاب إلا أن طب الأعصاب يهتم بأجزاء الدماغ المسؤولة عن الحركة والتوازن والإحساس أما الطب النفسي يهتم بأجزاء الدماغ المسؤولة عن المشاعر كالخوف والغضب والفرح والحزن وبالأجزاء الدماغية المسؤولة عن الأفكار كاليأس والفخر والثقة والتفاؤل أو التشاؤم
هذا المنشور لأهميته القصوى فلا تعلم كم من البشر يعانون من الشعور بالموت كل ساعة ولا يعرفون أن العلاج بسيط…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.