كلا لم يخبرنا بل أخبركم عندما بدأ ينعزل بنفسه كثيرا، وعندما قال بأنه ليس جائع، أخبركم عندما توقف عن الدراسة ولم يبالي بها، وعندما توقف عن تمشيط شعره. أخبركم عندما أرتدى ملابسه الداكنة مرارا وتكرارا، أخبركم بوجهه الشاحب وعيناه الحمراوتان، أخبركم عندما قال بأنه بخير وعيناه تنظران بعيدا، أخبركم بقضاء أغلب وقته في كتابة عبارات حروف مبعثرة ورسومات غامضة، أخبركم عندما كان يتحجج بالنعاس ويذهب لفراشه مبكرا ليبقى وحده. لقد كان يخبركم طوال الوقت، ولكنكم لم تفهموه، لم تفهموا أن إكتئابه هادئ لا يصدر ضجيجا، أنتم فقط لم تفهموا ما به فلم يكن يهمكم أمره أبداً .