الأسباب التي تؤدي لأمراض الكلام عند الطفل : اضطراب الكلام (speech
(۱)(disorders
الأسباب التي تسبب إضطراباً في الكلام عند الطفل كثيرة ومتشعبة ومتعددة. البعض منها معقدة وعلاجها متعدد ومتشعب كذلك والبعض منها ليست كذلك، ولكن هنا سوف اوجز في ذكر أهم الأسباب التي تؤدي الى ظاهرة اضطراب الكلام عند الطفل وهي : ١ ـ أسباب نفسية وهي الأكثر شيوعاً في ترددها على العيادات الطبية كظاهرة
عيوب النطق .
وكذلك لا بد من القول أنها تصاحب أغلب الحالات العضوية التي سوف
نأتي على ذكرها بعد ذكر الأسباب النفسية، ومن الأسباب النفسية مثلاً: القلق والصراع النفسي عند الطفل وعدم شعوره بالأمان والطمأنينة، وكذلك كنتاج لمخاوفه ووسواسه وكنتاج للصدمات الانفعالية التي تواجهه ولشعوره بالعنف وعدم الكفاءة أمام أقرانه .
وتوجد أسباب نفسية مصدرها قلق الآباء من عدم مقدرة طفلهم على الكلام مما يدفعهم بأن يجعلوا الطفل يخوض تجربة نفسية قاسية وهو في بداية مراحل نموه بحيث يدفع للكلام دفعاً، أو كنتاج لتدليل الآباء للطفل والاستجابة لكل رغباته وبشكل جنوني حتى وإن لم يطلب الشيء بالكلام وإنما حرك يده نحوه أو نظر إليه، أو نطق الجزء الأول من اسم الشيء أو حرف واحد فقط وليس التدليل وحده يخلق لدى الطفل اضطراباً في الكلام، بل الحرمان لدى الطفل قد يخلق لديه نفس الحالة إن لم تكن أسوأ وأقصد هنا حرمان الطفل عاطفياً وشعوره بالجوع العاطفي. إن حالة الحرمان والجوع العاطفي عند الطفل تخلق لديه حالة من التوتر والقلق النفسي والانفعال الدائم مما يخلق لديه اضطراباً في الكلام مثل اللجلجة واللعثمة أو يرفض التكلم أصلاً وذلك لشعوره بعدم التقبل الأمر الذي يولد رد فعل لديه متمثلاً بالقلق النفسي – أسباب عضوية إن تعثر الطفل في الكلام قد يكون سببه راجع لاختلال في الجهاز العصبي المركزي أو الاضطراب في الأعصاب المتحكمة في الكلام، مثل وجود خلل في العصب المحرك للسان أو لتعرض مركز الكلام في الدماغ بتلف أو لإصابة الطفل بنزيف دماغي أو لوجود مرض في دماغ الطفل مثل وجود ورم دماغي أو أي مرض عضوي آخر.
معين،
وهناك أسباب أخرى عضوية تؤدي لاضطراب الكلام عند الطفل مثل وجود خلل لديه في جهاز الكلام المتمثل بالفم أو اللسان والأسنان، أو سقف الفك العلوي الداخلي أو لوجود خلل في الشفتان ومثل هذه العيوب الخلقية أو التشوهات لدى الطفل يلزمها علاجاً جراحياً تجميلياً وليس نفسياً بالطبع. وبإيجاز هناك علاقة بين الجهاز العصبي وعلاقته باضطراب اللغة والكلام، وإذ كان للكلام أساس بيولوجي لزم أن تكون هناك علاقة ما بين النمو اللغوي
(r)
والنضج الفسيولوجي وإذا كنا قد ذكرنا بعض أسباب مرض الدماغ أو جهاز الكلام فإنه قد توجد أسباب أخرى تؤدي لاضطراب الكلام عند الطفل مثل : وجود عيوب بالجهاز الثانوي عند الطفل كضعف السمع مثلاً وذلك أن ضعف السمع لدى الطفل يؤدي الى عدم تمكن الطفل من سماع الأصوات والتقاطها بالشكل الصحيح، ويتطور هذا العيب إن لم يكتشف ويعالج مبكراً من عمر الطفل ويعالج إما جراحياً أو لا جراحياً، وقد توجد ظاهرة اضطراب كلام عند الطفل يكتب بيده اليسرى مثلاً، لكن أهله يرغمونه على أن يكتب باليمنى، مما يجعله حائراً قلقاً عاجزاً عن تلبية طلب أبويه مثلاً أو مدرسيه، ناهيك عن أن لصحة الطفل العامة أهميته في تطور مقدرته اللغوية والكلامية (1) . – أسباب بيئية: ليس فقط الأسباب النفسية أو العضوية هي السبب الأساسي لاضطراب الكلام عند الطفل، ولكن قد تكون هناك أسباب بيئية، مثل تعلم عادات النطق السيئة، أو لتشجيع أهله له باستمرار في نطق الكلمات غير الصحيحة تلطفاً وتدليلاً للطفل من قبل أبويه أو ممن هم محيطين به ويتمثل هذا بأن ينطق الطفل الكلمات ناقصة أو مشوهة أو مبتورة فيستمر الأهل في تشجيعه بذلك واستحسان ما ينطق به دون أن يصححوا أخطائه الكلامية. وعند فحص الطفل لن يجد الطبيب أي سبب عضوي أو نفسي لدى الطفل (۲) .
أسباب أخرى تؤدي إلى اضطراب الكلام عند الطفل : ليس هناك من شك أن تأخر الطفل في النطق مثلاً قد يكون سبباً مباشراً لاضطراب الكلام عنده كما يمكن أن يكون الطفل متخلفاً عقلياً، أو لتأخر نموه العام، كما قد يكون وجود الطفل في بيئته تتعدد فيها اللغات واللهجات في نفس الوقت الواحد وقد تكون هناك أسباب أخرى مثل حالة الطفل النفسية الإنطوائية على الذات والمحبة للتقوقع وكذلك وجود الطفل في جو ينعدم فيه التوافق سواء في المدرسة أو في الأسرة.
وقد تكون ظاهرة اضطراب الكلام عند الطفل ناتجة عن معايشته أو تقليده لكلام أناس يعانون من اضطراب الكلام أي في نطق الكلمات. وقد يكون تأثر الطفل ناتج عن حب تقديره للشخص المصاب باضطراب في الكلام. وقد يكون اضطراب الكلام أسلوباً يتبعه الطفل لغرض إشباع عواطف مكبوتة لديه من كونه يعاني من جوع عاطفي وممارسته النطق الخاطيء قد يكون لا شعورياً على, أمل أن يحصل على ما يريد الحصول عليه بواسطة ذلك الأسلوب المرغوب من الطرف الآخر.
وبالطبع مثل هؤلاء الأطفال لا يعانون من أي خلل عضوي لا دماغي ولا في جهاز, الكلام(۳).