اضطراب الكلام وطرق علاجه :
۱ – علاج اضطراب الكلام يخضع لمعرفة السبب الكامن وراء الاضطراب. أ – اضطراب الكلام الناتج عن حالات عضوية) :
- نقص أو اختلال في الجهاز العصبي المركزي عند الطفل، أو لاضطراب في الأعصاب المحكة في الكلام عند الطفل وكذلك تعرض أو إصابة المراكز الكلامية في المخ مثل التلف والنزيف أو الورم الدماغي أو مرض عضوي دماغي آخر يتطلب تدخلاً علاجياً جراحياً عصبياً من قبل طبيب جراحة المخ. وجود عيوب بجهاز الكلام لدى الطفل أما في اللسان، الفم، الأسنان، الشفتان أو أحد الفكين يتطلب علاجاً جراحياً من قبل طبيب جراحة الفم والأسنان وتجميل الوجه.
- عيوب الجهاز السمعي تتطلب فحصاً دقيقاً من قبل طبيب الأذن والأنف والحنجرة لتحديد السبب أولاً ورسم الحل إما جراحياً أو علاجياً بغير جراحة . أما صحة الطفل العامة فهي من إختصاص أطباء الأطفال أولاً.
- إن علاج الكتابة في اليد اليسرى إلى اليد اليمنى لا تحتاج لتدخل أحد وذلك بأن ندع الطفل يستخدم اليد التي تشعر بالراحة في ممارسة كتابته – لأن مركز الكتابة في المخ مغير مكانه من اليسار إلى اليمين. لذا لا داعي للقلق وإرغام الطفل على الكتابة في يده اليمنى
(1)
ب – علاج إضطراب الكلام الناتج عن حالات نفسية) :
وهو تطبيق العلاج النفسي الذي يكشف العلاقات الخاطئة وحجمها (٢)، لا بد من إبعاد الطفل عن القلق النفسي والتوتر الذي يؤدي إلى الانفعال لديه ولا بد من زرع الثقة في الطفل وتنمية شخصيته ومساعدته على تغلب خجله وشعوره بالنقص، وفي نفس الوقت لا بد من تدريبه وتشجيعه على التعامل الاجتماعي والأخذ والعطاء مع زملائه وأهله بدون سيطرة أو تكليف أو قهر وكذلك تشجيعه على الاختلاط بالآخرين وعدم تركه لذاته مكتئباً، منطوياً، منعزلاً، متردداً، خجولاً، فاقد شخصيته، محقراً لذاته. من
والعلاج النفسي ونجاحه يعتمد على تعاون الآباء فيما بينهم وبين الطفل وكذلك في تفهم بقية أفراد الأسرة لواقع حال المرض عند الطفل والهدف العلاج له وتشجيع المصاب على أن يكون عضواً في الجماعة وتقوية العلاقات وتنميتها بين الفرد والأسرة والجماعة (۱) .
إنه وقبل أن يعالج الطفل لا بد من إفهام الآباء والأمهات بحالة الطفل ومعرفة مدى إدراكهم لذلك ومدى استعدادهم للتعاون من أجله. فقد تكون حالة الطفل نتاج لحالة أبويه لذلك لا بد من الأخذ بالاعتبار هذه النقطة أولاً. لأن صحة الطفل تعتمد بالأساس على درجة الصحة النفسية للآباء والأمهات، وإذا لم تتغير معاملة الأب والأم مع الطفل فلن يكن هنالك تحسن لحالته. إن مسؤولية الأب والأم هو أن يجعلا الطفل يعتمد على نفسه ويعملان على خلق الثقة بذاته، وتقوية روحه المعنوية والعمل على جعل الطفل يشعر بالاتزان العاطفي والانفعالي وكذلك لا بد من جعل الطفل يعيش في حالة اتزان إجتماعي وبيئي بحيث يتولد عنده شعوراً بالأمان والطمأنينة وبالدفء العاطفي البعيد عن التدليل العاطفي
(1)
إن مهمة العلاج النفسي ولا شك موجهة لمساعدة الطفل للتغلب على أسباب الصراعات الانفعالية لديه بغرض إعادة الإتزان الانفعالي إليه أولاً ولإعادة توطيد الإتزان العاطفي له وذلك لكي يبني شخصيته وخلق شعور لديه بعدم التوتر النفسي والعلاج النفسي لا ينهي الحالة ولكن يخفف منها، وهنا لا بد من الإيضاح أنه لا بد من علاج كيماوي كي يساعد العلاج النفسي ويعجل من عملية الشفاء للطفل من حالة اضطراب الكلام لديه .
ج – العلاج الكلامي : وطريقة العلاج الكلامي هي جزء مكمل لعملية العلاج النفسي وتلازمه في أغلب الحالات العلاجية النفسية والعلاج الكلامي يدرب المصاب باضطراب الكلام على النطق السليم بعد أن يكون قد استرخى تماماً وذلك يجعله ينطق كلمات مرتبة متناسقة مع البدء في نطق الكلمات السهلة، النطق أولاً وبعد ذلك تتطور الأمور بالتدريج نحو الكلمات الأكثر صعوبة .. العلاج البيئي : هذا النوع من العلاج البيئي يتطلب بأن يترك الطفل الذي الامر يعاني من اضطراب في الكلام أن يمارس نشاطاته الاجتماعية بالتدريج الذي يساعده على الأخذ والعطاء مع أقرانه ومن ثم تتاح له فرصته التفاعل الاجتماعي لتنمية شخصيته الأمر الذي يمكن الطفل من التغلب على خجله وإنطوائيته وعزلته وانسجامه الاجتماعي عبر اللعب والأنشطة الاجتماعية الأخرى. بالإضافة الى نصح الآباء والأمهات عدم القلق والانفعال أمام الطفل وإجباره على نطق شيء غير قادر عليه الطفل، أو أن يكتب بهذه اليد ولا بتلك . وبعد إعطاء القارىء صورة عن طرق علاج اضطراب الكلام عند الأطفال نعود ونقول أن الكلام من الطفل لأبويه يشعرهم بالسعادة والبهجة حتى عندما يكون في بدايته بشكل مناغة يصدرها الطفل في شهوره الأولى وتزداد السعادة عند الآباء عندما تتطور المناغة الى كلمات ينطق بها الطفل إلى أن الآباء يشعرون بالبؤس والقلق والحيرة عندما لا ينطق الطفل بالكلمات، أو يتأخر في النطق وتزداد حيرتهم إذا, كان الطفل مصاب بإحدى مظاهر إضطراب الكلام، كالتمتمة – التأتأة – أو اللجلجة ـ أو الخنق ..