نتحدث اليوم عن الصداع الكلي والنصفي عند الطفل الصداع النفسي Psychic Headache) : لا بد من الإشارة أولاً إلى أن الصداع أو الشقيقة عند الطفل هو جزء من اضطراب وظيفة القلب والأوعية الدموية، ومن أن القلب والأوعية الدموية أكثر حساسية لأي موضوع إنفعالي عند الطفل والكبار أيضاً. وكل منا يدرك ويفهم موضوع إضطراب وظائف القلب والأوعية الدموية في حالة القلق والإنفعال الشعور بالخجل أو الإندهاش وما ينتج عنهما من شعور بالحر في الوجه واحمرار الوجه أو سرعة ضربات القلب، وزيادة النبض ورفع حالة الضغط أو إحداث نوع من الشعور بالألم في منطقة القلب ومن جراء اضطراب وظائف القلب والأوعية الدموية يمكن أن يحدث عند الطفل شعور بالصداع أو الشقيقة أو شعور بالإغماء أو ألم في منطقة القلب من نقص تغذية عضلات القلب أو زيادة ضربات القلب المصحوبة بوخز في منطقة القلب، وإن كان هذا كثيراً ما يلاحظ عند المراهقين والفتيات أكثر من الصبيان ويقل عند الأطفال، إلا أنه أكثر بروزاً عند كبار السن وذوي الميول الحساسة والأمزجة العاطفية وسريعي
والإنفعال .
الصداع :
الغضب
بادىء ذي بدء لا بد من شرح موضوع الصداع عند الأطفال على أنه مرض كبقية الأمراض ومنتشر في نفس الوقت لدى الأطفال ـ ولكن ليس فقط على أساس نفسي وإنما على أساس عضوي أيضاً. أو بتعبير آخر يحدث الصداع كنتاج لمرض عضوي دماغي أو كنتاج الأمراض عضوية بدنية أخرى.والصداع الدماغي قد يكون سببه ضربة على الرأس، أو إرتطام رأس الطفل أثناء سقوطه إلى الأرض، أو من جراء وجود ورم دماغي أو حالة إستسقاء دماغي، أو خلل في الشبكة الدموية، أما الصداع النفسي فقد يكون من جراء تعرض الطفل لنوع من الإنفعال المستمر والمزمن. كما أن شكوى الصداع من قبل الطفل قد يكون وسيلة من قبله بغرض التخلص من وضع لا يرتضيه أو بغرض تجنب حالة غير مسرة له . والصداع عند الأطفال قد يكون أحد المؤشرات عن مرض الطفل النفسي لاحقاً، وقليلاً جداً ما يستعمل الطفل لفظ صداع كنوع من التعويض النفسي لمعاناة نفسية وقلق وجداني واضطراب سلوكي أو المعرفة لاحقاً بمرض الوهم. وستلاحظ الأمهات والآباء وكذلك الأطباء والمعالجون والمربون من أن الصداع عند الطفل يكون أكثر وضوحاً أما قبل ذهاب الطفل إلى المدرسة أو أثناء الدراسة أو بعد المدرسة. وقد يكون الشعور بالصداع عند الأطفال نوع التعبير عن بعض الصعوبات والإحباطات المدرسية التي يعاني منها الطفل في
من
السن الدراسي.
من
أنه مصاب
ويمكن أن يزول الصداع فيما حصل تحسن لوضع الطفل في مدرسته ودروسه وشعر بالتفوق الدراسي والتقدير من أساتذته والإحترام والإعجاب من أقرانه في
فصله (۱)
الصداع النصفي عند الأطفال :
الصداع النصفي لا يقتصر على الأطفال أو الرضع بل هو مرض شائع في كل أن ملامحه المرضية عند الكبار والصغار على السوء.
الأعمار ومن
والصداع النفسي عند الأطفال يبدأ بشكل حاد، وقد ترافقه بعض الاضطرابات الوعائية الدماغية كاضطراب الرؤيا يحيث يرى الطفل دوائر وألوان أمام عينيه وعند إشتداده يحصل نوع من الرفع (الطرش) والذي يجعل الطفل يشعر بالراحة بعده. وقد يكون الصداع النصفي إما في جانب واحد من الرأس أو في كلا الجانبين، ويشعر الطفل بألم حاد في مكان الشقيقة يكون مصحوباً بنوع من الدوار والدوخة والشعور بالغثيان والميل للتقيوء. ويحصل الصداع النصفي عند
الطفل إما في الصباح الباكر عندما يصحو من نومه أو أثناء يومه المدرسي أو بعد عودته من المدرسة ومن أسباب الصداع النصفي الإضطراب في الأوعية الدموية الدماغية من جراء ضغط في مسار الإمداد الدموي الدماغي أو من خمول في الإمداد الدموي الدماغي وإذا كان السبب قد يكون معللاً عضوياً، فلا بد من الذكر من أن الصداع النفسي قد يكون من جراء تعرض الطفل لنوع من الإضطراب والإحباطات الحياتية وكنوع من نتاج تعرض الطفل لحالة إنهيار عصبي وقد يكون الصداع حالة وراثية أيضاً. ومن ثم فإنه لكي تعالج حالة الصداع النصفي فإنه لا بد من معرفة السبب الكامن خلفه والمؤدي له إن كان عضوياً أو نفسياً.